الأطفال الموهوبون مختلفون عن الأطفال الآخرين في أن مهاراتهم الإدراكية تتطور بشكل أعمق. كلمة موهوب تنطبق على الطفل الذي يتميز في أحد أو كلا المجالين الإبداع والذكاء. يرتبط النمو العقلي والوجداني للطفل الصغير بكثير من العوامل بعضها موروث والبعض الآخر تشكله البيئة التي يعيش فيها الطفل بما في ذلك الأسرة والأصدقاء ثم الاهتمام بالتعليم واكتشاف الموهبة التي تحتاج إلى رعاية.
يتفق الباحثون على أن الشخصية تقوم على عناصر جسمية وعناصر سلوكية وعناصر ذهنية ووجدانية، ويجب أن تلقى هذه العناصر الاهتمام الكامل بتنميتها ورعايتها من الكبار وخاصة من الأم التي تمثل كل شيء للطفل، وبقدر ما تكون الصلة بين الطفل والأم قوية بقدر ما يشعر الطفل بالأمان والحنان وينمو نمواً نفسياً سليماً وتصبح تلك العلاقة الوجدانية الحميمة محور بناء شخصية الطفل.
اللعب كمؤشر : يعتبر اللعب أول عناصر تدريب الحواس وإثارة الخيال واكتشاف الميول والمواهب واكتساب المهارات وتكوين المزيد من القدرات الطبيعية والعقلية. يؤكد علماء نفس الطفل أن اللعب «الإيهامي أو الرمزي» يلعب دورا في إبراز موهبة الأطفال وتميزهم عن غيرهم من الأطفال ناقصي الموهبة، وقد أثبتت دراسة مهمة أجريت في هذا المجال عن الأطفال الموهوبين وتسمى بحث «ترمان» أنه يوجد عدة فروق بين لعب الأطفال الموهوبين ولعب أمثالهم في السن حيث كانت ميولهم في اللعب تشمل أوجه النشاط العقلي أكثر من النشاط البدني، وكان لعبهم أكثر شبهاً بلعب الأطفال الأكبر سنا، ويعيش الموهوبون في خيال نشط ويشبعون فهمهم بالقراءة في كتب المعلومات والأطالس ودوائر المعارف بمحض اختيارهم.